(القرار الصعب)(174)…
لمن يقرأ فقط…

دمتم جميعا أينما كنتم بألف خير خصوصا بدوام الصحة مع(قرار صعب)جديد حول مؤشرات التعقيدات المتنامية لحرب أوكرانيا التي ستطول قطعا بشكل أو باخر لمدة ليست بالقصيرة وتداعياتها العديدة المتنامية على العالم لاسيما ما يتهدد منها الدول الفقيرة المتسولة والاشد فقرا في العالم العربي وافريقيا كالمجاعة وما قد يسفر عنها من”اضظرابات اجتماعية وسياسية وأمنية”في شدة الخطورة…رغم بروز مؤشر واحد قد يبعث على “بصيص”من الامل غير المؤكد والمتمثل في حدوث أول”اتصال”هاتفي رسمي ومباشر رفيع المستوى بين موسكو وواشنطن منذ اندلاع الحرب يوم 24 فيفري الماضي…
(القرار الصعب)…مجرد عودة “الاتصال والتحدث”المباشر بين موسكو وواشنطن اللاعبين الاساسيين في هذه الازمة مهم جدا “لادارة”الحرب والازمة وللعالم بأسره…لكن التطورات العسكرية الميدانية والسياسية الامنية الجيواستراتية لا تبعث على التفاؤل….
من ناصر مطير…
لاشك أن اجراء “أول” محادثة هاتفية بين وزيري دفاع روسيا سيرغي شويغو والولايات المتحدة لويد أوستن منذ اندلاع حرب أوكرانيا يوم 24 فبراير(فيفري)الماضي يعد بحد ذاته وبغض النظر عن النتائج غير المعلنة مؤشرا في غاية الاهمية سياسيا ودبلوماسيا وقد يساهم على الاقل في”تجنب”الاسوأ والاخطر للامن والسلم العالميين في حالة لجوء بوتين وربما في لحظة ما لارتكاب “المحظور”نوويا , ونظرا لان هذه الحرب هي في النهاية حرب بين روسيا من جهة وأوكرانيا و”بالوكالة”حلف الناتو بقيادة واشنطن من جهة أخرى ولان أي تسوية للنزاع لن يتم الا بموافقة موسكو وواشنطن التي صادرت بالكامل “القرار السيادي”لاوكرانيا غير القادرة على مواصلة الحرب والقتال دون مليارات الدولارات وأشد الاسلحة الامريكية والغربية الاطلسية تطورا وفتكا …
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون إن وزير الدفاع الأمريكي أكد خلال محادثته عبر الهاتف مع نظيره الروسي على “ضرورة الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بين الجانبين”…
كما أكد مسؤول في الإدارة الأمريكية اشترط عدم ذكر أسمه وفقا لمصادر اعلامية غربية إن المحادثات الهاتفية بين الوزيرين التي أُجريت بناء على طلب الامريكي أوستين ووصفها ب”الاحترافية”استمرت لحوالي ساعة لكنها لم تسفر عن أي حلول للمشكلات على صعيد الموقف الراهن ولم تؤد إلى أي تغيير مباشر في ممارسات روسيا في أوكرانيا…
الا أن هذا “الاتصال”الاول الرسمي المباشر بين موسكو وواشنطن تزامن مع عديد التطورات الاخرى الجيواستراتيجية والامنية المعقدة والخطيرة للوضع الميداني العسكري في أوكرانيا والامني في أوروبا عموما وفي أوروبا الشمالية خصوصا والتي أصبحت على فوهة بركان عقب قرار فنلندا المبدئي وبعد شد وجذب وتحذير روسي وترحيب أطلسي التقدم رسميا بطلب الانضمام للحلف الاطلسي عقب حياد دام نحو 77 عاما وكذلك السويد الجيادية منذ نحو 200 عام والتي أعلنت السير في الطريق فسه…
وقد أغضب القرار الفنلندي والسويدي المترقب بشدة “الكرملين”الذي أكد أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو يشكل “تهديدا” لروسيا واصفا سعي هلسنكي لذلك ب”المؤسف”ومهددا بأن روسيا ستتخذ في هذه الحالة”اجراءات عسكرية تقنية”لم يكشف عن طبيعتها.
ومن المؤشرات الخطيرة الاخرى التي تدل على أن “حلف الناتو”والدول الاوروبية الاعضاء وفي مقدمتها واشنطن ولندن تواصل التصعيد وحشد كل الامكانيات والطاقات المالية والعسكرية لاوكرانيا وتشديد العقوبات والعزلة الدبلوماسية والسياسية في المنظمات الدولية على روسيا ومزيد التحدي للرئيس بوتين واهانته وحشره في الزاوية والمراهنة على “المستنقع”الاكراني و”العقوبات”على المدى المتوسط والبعيد لانهاك روسيا واستنزافها عسكريا واقتصاديا…وهي استراتيجية محفوفة بعديد المخاطر والتهديدات سواء لواشنطن نفسها وخصوصا للدول الاوروبية عموما في حالة”انقلاب السحر على الساحر”…ويبدو أن الكثيرين من السياسيين والمثقفين الاوروبيين مدركون لهذه المخاطر عندما أشاروا الى أن تبني الاوروبيين لقرارات واجراءات وعقوبات واشنطن ضد روسيا هو”كمن يطلق النار على قدميه”أيضا بالنسبة الى دول وشعوب الاتحاد الاوروبي…والله أعلم…
(يتبع…)
وللحديث بقية
وبالله التوفيق…